14/09/2024
السبت, سبتمبر 14, 2024

الذكاء الاصطناعي.. من حلم لإنقاذ البشرية إلى هيمنة عمالقة التكنولوجيا

 التمييز بين المحتوى الحقيقي والمولد عبر الذكاء الاصطناعي بات مسألة حظ


هذا المقال يناقش التطور السريع للذكاء الاصطناعي، وكيف أصبح بإمكان الآلات إنتاج محتويات مثل المقالات والصور بشكل يصعب تمييزه عن عمل البشر. يشير الكاتب إلى أن هذه التكنولوجيا، التي تطورت بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة، تؤثر على الصناعات الإبداعية وتطرح تساؤلات حول مستقبل الوظائف والمجتمع. المقال يسلط الضوء على دور سام ألتمان وديميس هاسابيس في قيادة هذا التطور من خلال "تشات جي بي تي" و"ديب مايند"، وكيف تحول مسارهم من رؤية مثالية لخدمة الإنسانية إلى تنافس مع الشركات التكنولوجية الكبرى، مثل غوغل ومايكروسوفت، لتحقيق الأرباح.

وبعد قراءة المقال، قد تتساءل ما إذا كان كاتبه إنساناً، وهذا التساؤل لم يكن ليخطر على بالك قبل بضع سنوات. لكن اليوم، أصبحت الآلات قادرة على كتابة مقالات، كتب، برمجيات، وحتى رسومات توضيحية بطريقة تجعل من الصعب تمييزها عن تلك التي يبدعها البشر.

هل تتذكر "آلة كتابة الروايات" التي ظهرت في رواية جورج أورويل "1984" أو "الملحن" الذي كان يؤلف موسيقى شعبية؟ ما كان خيالاً في الماضي، أصبح الآن واقعاً. وقد حدث هذا التحول بسرعة كبيرة، مما أثار قلق الكثيرين حول مستقبل الوظائف التقليدية، وخاصة تلك المرتبطة بالعمل المكتبي والفن، وخشية فقدان الوظائف خلال 10 أعوام؛ حيث يشعر الفنانون الشباب بالقلق حول ما إذا كان عليهم مواصلة تعليمهم في هذا المجال.

الشرارة التي أطلقت سباق الذكاء الاصطناعي
ما يلفت الانتباه حقاً هو السرعة الهائلة التي حدث بها هذا التغيير. خلال الخمسة عشر عاماً التي قضيتها في تغطية أخبار التكنولوجيا، لم أشهد مجالاً يتطور بوتيرة كالتي تقدم بها الذكاء الاصطناعي في العامين الماضيين فقط. إطلاق "تشات جي بي تي" في نوفمبر 2022 أشعل سباقاً لتطوير نوع جديد تماماً من الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد يقتصر على معالجة المعلومات فقط، بل أصبح قادراً على توليدها أيضاً. في بداية هذا التحول، كانت أدوات الذكاء الاصطناعي تقدم صوراً غير منطقية وغير متسقة للكلاب، لكنها اليوم تنتج صوراً واقعية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، تبدو وكأنها حقيقية تماماً. 

كيف يهدد الذكاء الاصطناعي مجتمعنا؟
يرى العديد من مطوري الذكاء الاصطناعي في هذه التكنولوجيا فرصة لتحقيق عالم مثالي، فيما يخشى آخرون من أنها قد تؤدي إلى انهيار حضارتنا. وبينما تلفت انتباهنا سيناريوهات الخيال العلمي المثيرة، يغفل البعض عن المخاطر الواقعية التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على المجتمع، مثل تعزيز التحيزات الراسخة، وتهديد الصناعات الإبداعية بأكملها، إلى جانب العديد من التحديات الأخرى التي قد تؤثر بشكل عميق على مستقبلنا.
وراء هذه القوة غير المرئية تقف شركات تكنولوجية سيطرت على مسار تطوير الذكاء الاصطناعي وتسابقت في تعزيز تقنياته. هذه الشركات، المدفوعة بشغف لا ينضب لتحقيق النمو، غالباً ما لجأت إلى اختصار الطرق في تطوير منتجاتها، وأحياناً تعمدت تضليل الجمهور بشأن قدراتها الحقيقية، مما أثار تساؤلات حول أهليتها في تحمل مسؤولية تطوير هذه التكنولوجيا. 

لم يسبق لأي منظمة في التاريخ أن امتلكت مثل هذه القوة أو التأثير على حياة الناس كما هو الحال مع عمالقة التكنولوجيا اليوم. على سبيل المثال، توفر شركة "غوغل" التابعة لـ"ألفابت" خدمات البحث عبر الإنترنت لنحو 90% من مستخدمي الإنترنت حول العالم، فيما تُستخدم برامج "مايكروسوفت" من قبل 70% من مستخدمي الحواسيب. بالإضافة إلى ذلك، أدى إطلاق "تشات جي بي تي" طفرة هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما زاد من القيمة السوقية لست شركات تكنولوجيا كبرى، وهي "ألفابت" و"أمازون" و"أبل" و"ميتا بلاتفورمز" و"مايكروسوفت" ومؤخراً "إنفيديا"، بنحو 6.7 تريليون دولار منذ نوفمبر 2022.

مع ذلك، لم تشعر أي من هذه الشركات بالرضا بعد. تتنافس "مايكروسوفت" على الحصول على جزء من سوق البحث التي تهيمن عليها "غوغل" والتي تبلغ قيمتها 150 مليار دولار، بينما تسعى "غوغل" بدورها لاقتناص حصة من سوق الحوسبة السحابية، التي تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار، وتسيطر عليها "مايكروسوفت". في هذا الصراع، استولت كل شركة على أفكار الأخرى. وعند التعمق أكثر، نجد أن الكثير من الواقع الحالي للذكاء الاصطناعي قد صاغه إلى حد كبير رجلان، هما سام ألتمان وديميس هاسابيس.

0 التعليقات:

إرسال تعليق