أفاد تقرير حديث بأن تقنيات الأقمار الصناعية يمكنها أن تحمي الدول من تحديات المناخ الطارئة. وأشار إلى إنه يتعين على الحكومات أن تتكيف مع عالم أصبحت فيه الظواهر الجوية الطارئة أكثر حدوثاً مما كانت عليه في الماضي وقد شهدت دولة الإمارات مؤخراً حالة جوية لم تحدث من قبل مثل العديد من دول العالم التي تواجه تحديًا يتمثل في وضع حلول سريعة للتخفيف من أضرار التحديات المناخية الطارئة لحماية المواطنين والبنية التحتية من مخاطرها الشديدة، وبينما تفعل ذلك فإنها سوف تحتاج إلى الاعتماد على نطاق واسع على مجموعة من الحلول التقنية لتوفير الرؤى اللازمة للاستجابة والتخطيط للحوادث المستقبلية.
وأضاف جميل قعوار نائب الرئيس الإقليمي لشركة «ICEYE» للأقمار الاصطناعية أنه يمكن للجيل الجديد من الأقمار الصناعية (SAR) أن يلعب دورًا في إنشاء صور تفصيلية لسطح الأرض، بغض النظر عن الظروف الجوية أو ضوء النهار، حيث تقوم هذه الأقمار الصناعية بإرسال إشارات الرادار نحو الأرض والتقاط الإشارات المنعكسة التي يتم استخدامها لإنشاء الصور، وتجعل هذه الأقمار مفيدة بشكل خاص لتطبيقات مثل مراقبة التغيرات البيئية وتقييم آثار الكوارث الطبيعية.
وتابع: "يمكن أن تشكل هذه الأفكار جوهر الاستجابة الفعالة للأمطار الغزيرة التي تؤدي إلى الفيضانات في بعض الأحيان والقدرة على الوقاية منها. ومع ذلك لا ينبغي أن تكون هذه الأفكار هي الرؤى الوحيدة المؤثرة حيث يؤدي النهج الشامل إلى إثراء التصوير عبر الأقمار الصناعية بمعلومات استخباراتية من مجموعة من المصادر بما في ذلك المراقبة المحلية وأجهزة قياس الأنهار وجمع البيانات من مصادر أخرى، فالهدف هو تحقيق نموذج شامل في الوقت الفعلي تقريبًا يقدم معلومات استخباراتية عن الإمطار والفيضانات يمكن لفرق الاستجابة الوثوق بها".
وذكر قعوار، أنه يمكن تطبيق مجموعة البيانات هذه على مجموعة من حالات الاستخدام، حيث يساعد المستجيبين للطوارئ على تقييم التأثير الحقيقي للأمطار والفيضانات في غضون ساعات واتخاذ قرارات مبنية على ذلك، ويتضمن ذلك معلومات عن عمق ومدى الفيضانات التي يمكن مقارنتها بالخرائط التي توضح بالتفصيل أماكن وجود المباني، مما يساعد فرق الاستجابة على فهم تأثير الفيضانات على المناطق المحلية والتأكد من إرسال المساعدة إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
وبين انه يمكن للاستخبارات الفضائية الخاصة بالأقمار الصناعية تعزيز الاستجابة لحالات الطوارئ من خلال توفير مصدر واحد للمعلومات الدقيقة لجميع فرق الاستجابة والوكالات، ووضع نظام جاهز للاستخدام في أنظمة رسم الخرائط الحالية وبالاعتماد على هذه البيانات في الوقت الفعلي تقريبا، يمكن لفرق العمل على الأرض أن يبنوا جهود التعافي الخاصة بهم على بيانات قوية وموثوقة منذ البداية، والاستفادة من مجموعة الخرائط لعرض وتحليل وتشغيل المصدر الوحيد عبر وكالات متعددة على الأرض.
ويمكن استخدام بيانات الأقمار الصناعية للبحث والإنقاذ بعد وقوع حدث ما لمساعدة السلطات على تحسين الاستجابة للكوارث وجهود الوقاية منها، وخاصة عندما يتعلق الأمر بحماية المناطق والبنية التحتية والمباني الأكثر عرضة للخطر وإلى جانب التتبع المستمر عبر الأقمار الصناعية، ستكون السلطات في وضع جيد للاستجابة بسرعة وفعالية لأي حالات فيضانات مستقبلية.
وباستخدام الأقمار الصناعية للبحث والإنقاذ يتم تشغيل خرائط الفيضانات من خلال الملاحظات المستندة إلى البيانات، بدلاً من عمليات المحاكاة والتخمين، وبالفعل تستخدم الحكومات في البلدان التي تأثرت بالفيضانات الشديدة التصوير عبر الأقمار الصناعية للبحث والإنقاذ لتعزيز قدرات المراقبة والاستجابة لديها، ففي أستراليا على سبيل المثال تستخدم الحكومة الفيدرالية بيانات الأقمار الصناعية للبحث والإنقاذ لتوفير بيانات مخاطر الفيضانات وحرائق الغابات لجميع الولايات والأقاليم في جميع أنحاء البلاد.
ومن المتوقع أن تساعد المعلومات الاستخبارية في التقييم السريع للكوارث والاستجابة لها وتخصيص الموارد بشكل أفضل بالإضافة إلى تحسين التنسيق بين السلطات الوطنية والمحلية.
وعندما يتعلق الأمر بالفيضانات الشديدة، أدركت دولة الإمارات والعديد من دول العالم أنه يجب توقع ما هو غير متوقع حيث سيستمر تغير المناخ في التأثير على حالة الطقس في السنوات المقبلة ويطرح تحديات جديدة أمام السلطات.
وستكون المعلومات الاستخبارية في الوقت المناسب حاسمة في التعامل مع هذه التحديات وحماية البنية التحتية والناس، ونظرًا لقدرتها على تقديم معلومات استخباراتية سريعة وقابلة للتنفيذ وجديرة بالثقة ستكون أقمار البحث والإنقاذ (SAR) عنصرًا مهمًا في هذا النهج المبني على البيانات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق